طبيب ( تحشيش ) يجرب بمريضته 11 عمليه جراحيه !!!!

إذا كان الخطأ البشري في مجال الطب مبرراً في لحظة من اللحظات، فهل هذا يعني القبول بتراكم الأخطاء والإهمال الذي يؤدي إلى ما لا تُحمد عقباه.. ومن سيتحمل مسؤولية مأساة ضحايا هذه الأخطاء..عائلة «أبو خليل» إحدى ضحايا الخطأ والإهمال واللامبالاة وربما انعدام الرقابة، فمن يتحمل مسؤولية المعاناة النفسية والمادية فضلاً عن الصحية التي استمرت قرابة العام.. معاناة بدأت بعملية جراحية بسيطة..

يقول أبو خليل: «من المقرر أن نجري لزوجتي عملية استئصال مرارة في مستشفى «يا..» الخاصة ولكن بعد إجراء التحليل والفحوصات قرر الطبيب بشكل مفاجئ أن نجري العملية في إحدى المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة التعليم العالي».

يتابع أبو خليل: «على الرغم من أنني لم أبدِ للطبيب سوء الحالة المادية إلا أنه قرر إجراء العملية بتاريخ 17/1/2010 في قسم الدرس والسبب أن المنظار الموجود في المستشفى الحكومي أقوى من المنظار الموجود في مستشفى «يا..» الخاصة».

الحلقة الأولى من مسلسل الأخطاء الطبية التي وقعت ضحيتها زوجة أبو خليل بدأت بالتحاليل.. يوضح أبو خليل: «في اللحظات الأخيرة قبل دخول المريضة إلى غرفة العمليات تفاجأ الطبيب بنتيجة تحاليل تميع الدم الـ«بي تي» التي تم إجراؤها في مستشفى «يا..» الخاصة وطلب إعادة التحاليل للتأكد منها لأنه لا يمكن إجراء العملية في حال وجود تميع دم فتأجلت العملية إلى اليوم التالي» لتؤكد التحاليل الجديدة خطأ التحاليل السابقة.. حيث لا تميع في الدم.

يتابع أبو خليل: «بعد إجراء العملية وقبل تخريج المريضة في اليوم التالي طمأننا طبيب الدراسات «أ. س» الذي كان موجوداً في غرفة العمليات إلى جانب الطبيب المشرف «هـ.ح» على حالة زوجتي وأوضح الطالب الطبيب «أ. س» أن الشق الموجود جانب السرة هو نتيجة إجراء عملية فتق، علماً أن تقرير العملية لم يُذكر فيه أي شي عن عملية الفتاق».

فيتامينات «الواو»..

آلام المريضة لم تتوقف بعد تخريجها من المستشفى.. يروي الزوج: «بقيت زوجتي خمسة أيام تتناول المهدئات والمسكنات حسب إرشادات الطبيب «هـ» الذي لم يرَ المريضة.. وكانت الإرشادات والتوجيهات من خلال الهاتف».

حال المريضة بدأ يسوء ولم تعد تستقبل أي شي «سوائل وطعام» وبدأ انتفاخ كبير يظهر في البطن ما دفع الزوج إلى مراجعة طبيب آخر في الحي، فيقول أبو خليل: «راجعنا طبيباً آخر وتم فحص زوجتي بـ«الإيكو» ليتبين أنها بحاجة إلى إسعاف مباشرة وحالتها حرجة لوجود سائل حر في البطن أي أنه لم يظهر من خلال «الإيكو» أي شي من الأحشاء»، ويتابع أبو خليل: «تم الاتصال مباشرة مع طبيب المريضة «هـ» الذي أجرى العملية ولكن للأسف أجلنا إلى اليوم التالي».

وبما أن وضع المريضة لا يسمح بالانتظار توجه الزوج مباشرة إلى قسم الإسعاف في المستشفى الحكومي الذي أُجريت فيه العملية ولكن قسم الإسعاف رفض استقبال المريضة والكلام للزوج أبو خليل: «بعد إعلامهم أن المريضة أجرت العملية في المستشفى نفسها التي تم إسعاف المريضة إليها وهي في حالة خطرة، تم مراجعة إضبارتها والاطلاع عليها واستدعاء جميع الأطباء الدارسين الذين حضروا العملية بمن فيهم الطبيب «أ. س» الذي كان أول الواصلين إلى المستشفى، وبدأ بإيجاد مبررات لطمأنتنا» ويتابع الزوج: «على الرغم من كل هذا لم نستطع إدخال المريضة إلا بعد إجراء الاتصالات اللازمة «فيتامينات الواسطة» مع أشخاص من خارج المستشفى، ودخلت المريضة إلى المستشفى تحت اسم الطبيب «هـ» المشرف».

عناية إلهية..

البداية كانت في اليوم التالي إذ طلب الطبيب المشرف «هـ.ح» العديد من الفحوصات والتحاليل وقرر إجراء عملية «ثانية» استغرقت أربع ساعات وهي فتح بطن استقصائي تم خلالها تنظيف البطن من السوائل، وأشار الطبيب إلى وجود قناة إضافية جامعة وهي حالة نادرة».

وعن محاولة معرفة الأسباب التي أوصلت المريضة إلى هذه الحالة يقول أبو خليل: «تم في اليوم التالي إجراء العملية الثالثة وهي عمليةRSB ، واكتشف الطبيب «س.م» أن القناة الجامعة مقطوعة إلا أنه خلال هذه العملية تم خدش البنكرياس»..!

لم يتوقف مسلسل العمليات عند هذا الحد.. يتابع أبو خليل رواية مأساته: «بعد يومين أُجريت العملية الرابعة التي استمرت ست ساعات وحاول خلالها الطبيب وصل القناة الجامعة، ولم يستطع فتم قطع جزء من الأمعاء وإغلاق القناة الجامعة لتوسيعها ومن ثم وصلها» وهنا أشار الطبيب «هـ.ح» حسب أبو خليل «أن وضع المريضة يعود إلى رحمة الله ويحتاج إلى عناية إلهية».

يتابع الزوج بألم وتحسر: «حالة زوجتي لم تكن مستقرة مما استوجب إدخالها إلى غرفة العناية المشددة وبقيت أسبوعين في العناية المركزة، وخلال هذه الفترة تأزمت حالتها وفتحت القناة الصفراوية الجامعة، وقرر الطبيب إجراء العملية الخامسة التي استمرت أربع ساعات لإغلاق القناة ووضع مفجراً حتى تعود «المسليقة» التي تحمل الشرايين والأوردة إلى وضعها الطبيعي».

«سيناريو» المأساة لم يتوقف عند هذا الحد إذ تجاوب الأهل لطلب الطبيب بإخراجها لمدة أسبوعين حتى تستقر حالتها ومن ثم إجراء العملية الأخيرة «الكبرى» ووصل القناة.. يوضح أبو خليل: «تقديرات الطبيب كانت خاطئة فالمريضة لم تتحمل المدة التي حددها الطبيب وساءت حالتها وأصيبت بجفاف كلوي وإنتانات شديدة ما استوجب إعادتها إلى المستشفى بحالة إسعافية لإجراء العملية السادسة التي استمرت ساعتين بتاريخ 18/3، وتم شق البطن وتنظيفه ووضع مفجرات ولم يتم وصل القناة الجامعة».

طبيب ( تحشيش ) يجرب بمريضته 11 عمليه جراحيه !!!! Plastic_Surgery_by_Elektris

طبيب ( تحشيش ) يجرب بمريضته 11 عمليه جراحيه !!!! Plastic_Surgery_by_Elektris

بصراحة..

على الرغم من سؤال الأهل المتكرر عن سبب الاختلاطات أصر الطبيب على أن صحة المريضة هي الأهم، ولكن تصريح الطبيب «هـ.ح» بعد إجراء العملية السادسة أن دور العلم توقف في هذه المرحلة ولم يعد بإمكانه مساعدة المريضة ولا بد من إيجاد طريقة و«التحشيش» - وهنا نستخدم المفردة كما لفظها الطبيب - لوصل القناة الجامعة من خلال تركيب بالون فيها وتوسيعها بالتدريج.

إذا كان احتمال الخطأ وارد في مثل هذه العمليات فكيف يشخصها الطبيب المحايد من دون أي تزويد وتزييف، كما أن محاولة إقناع المريضة بالخروج مرة أخرى والعودة بعد شهر ونصف الشهر بعد إجراء العملية جعل الأهل يصرون على معرفة السبب ورفض الزوج خروج زوجته.. يوضح أبو خليل: «يبدو أن إقناعنا بالخروج كان لتسديد أجرة المستشفى فرئيس الشعبة دائماً يلمح أن هناك مرضى أحق منا بالغرفة ناهيك عن الكلام الجارح الذي أثر على نفسية المريضة وكأن المستشفى ملك له».

اعترافات شفهية..

الفرصة الأخيرة كانت بتاريخ 25/4 لإجراء العملية السابعة الكبرى «المفاغرة الصائمية» استمرت أربع ساعات وتم إجراؤها تحت الضغط لوصل القناة الجامعة والكلام للزوج: «شعرت بخطورة العملية من خلال تحضير المريضة الذي استمر لمدة أسبوع قبل العملية، والحمد لله تم نجاح العملية ووصلت المفاغرة إلا أن حالة المريضة بعد إجراء العملية لم تتحسن بالشكل المناسب ما جعل الطبيب يبتكر طريقة أخرى تحسباً لأي خطأ آخر من خلال وضع عروة تحت الجلد لتنظيف القناة الصفراوية في حال انسدادها».

ابتكار طرق جديدة و«التحشيش» واهتمام الطبيب المشرف لإنقاذ حياة المريضة إضافةً إلى تواصل الطبيب الطالب «أ.س» الذي أجرى العملية مع الأهل رغم إنهائه «الستاج» والانتقال إلى مستشفى أخرى جعل كل الشكوك تدور حوله دون أي اعتراف من الكادر الطبي.

إلا أن الطبيب المشرف «هـ.ح» اعترف بخطأ الطبيب الطالب الدارس «أ.س» وجاء بعد نجاح العملية الكبرى وكان اعترافه شفهياً يقول أبو خليل: «بعد أن تأكد الطبيب المشرف «هـ.ح» من استقرار حالة المريضة الآني قال: قمت باستئصال المرارة والطالب «أ س» أتم عملية التجريف وخلال هذه العملية أخطأ بقص القناة الصفراوية بشكل كامل معتقداً أنها شريان».

لكن هل حقاً يتحمل الطالب المسؤولية أم الدكتور المشرف؟ يقول أحد الاختصاصيين الذين التقتهم «الرأي» وفضل عدم ذكر اسمه: «الخطأ يكون وليد اللحظة واحتمال حدوثه يعود إلى خبرة الطبيب، ولكن عندما يكون الخطأ في حالة الدرس فالطبيب المشرف هو من يتحمل مسؤولية الخطأ لا الطالب؛ لأن من مهامه الأساسية متابعة الطالب الدارس والإشراف عليه بشكل مباشر وعدم ترك حرية التصرف له».

حقول تجارب..

الفصل الآخر من المأساة بدأ بعد نجاح العملية الكبرى بخمسة أشهر حيث أصيبت المريضة بيرقان وتمت إعادتها إلى المستشفى.. يوضح أبو خليل: «تم إجراء العملية الثامنة لتنظيف القناة من خلال العروة وبعد فتح البطن لاحظ الطبيب اختفاء العروة وهروبها، كما أنه اكتشف خطأ آخر في طريقه وهو فتق في أحد الجروح الداخلية» ويضيف: «بعد ثلاثة أيام أُجريت العملية التاسعة لإخراج عروة جديدة لتنظيف القناة الصفراوية من خلال العملية العاشرة «RSB» وبعد خروجنا من المستشفى في الشهر الحادي عشر تمت إعادة المريضة إلى المستشفى بسبب خروج سائل أصفر من البطن وإجراء العملية الحادية عشر التي ادعى الطبيب أن السبب هو انفلات قطبة جراحية في الأمعاء، وتم وضع «كلبسات» خرازات وإغلاق البطن»!!

«الرأي» سألت أحد الأطباء المتخصصين فقال: «إن الأخطاء التي تحدث في عمليات استئصال المرارة تتمثل بحالتين الأولى في انقطاع القناة الجامعة التي تؤدي إلى حدوث «ناسور» صفراوي، وبالتالي تصب القناة الصفراوية مفرزاتها في البطن ما يستوجب فتح البطن وتنظيفه وفتح مفاغرات لإعادة ترميم الطرق الصفراوية، ووصل «جذمور» القناة المتبقية مع الأمعاء، وإذا لم يتم اكتشاف السبب وتشخيص المرض فإن احتمال الوفاة وارد».

ويضيف الطبيب: «أما الخطأ الثاني هو في عملية الربط، فبعد العملية بثلاثة أيام تبدأ العوارض بشكوى المريض من يرقان انسدادي وتكون القناة الجامعة مربوطة، وهنا لا بد من التدخل الجراحي بالسرعة القصوى إما من خلال إزالة الربطة، وعندها تعود الطرق الصفراوية إلى وضعها الطبيعي بعد إجراء «خزع معصرة أودي»، أما في حال حدوث تهتك مكان الربط في القناة الصفراوية نقوم بإعادة بتر الجزء المتهتك من القناة الجامعة ومفاغرتها مع الأمعاء، وإذا لم تعالج هذه الحالة بالسرعة القصوى يموت المريض».

منقول من صحيفة الراي السوريه