قبل ان تغلق المحلات ابوابها

يكاد يكون أشد ما أؤمن به من معطيات الحياة هو إيماني الراسخ بقصر أجلي و أجل الواحد منا.
فالحياة اليتيمة المعطاة لكل فرد منا أثمن من أن تفنى في روتينيات قاصمة و مستجدات مقلدة!
أنني لا أزال أنكر على نفسي حقيقة و جودي الحالي في مقرات الدراسة أو غرف العلم المقاس و الذي ما يكون دائماً لوثة للعقل!
إن كل علم خاضع للقياس وفقاً لأية معايير حري أن يلقى به في صناديق القمامة, فلا علم حري تتبعه يلقى لأجل غايات..
لست جازعاً أو ساخطاً على أفكار العلم مقابل الغذاء لأنها ببساطة أساليب دنيوية متعارف عليها, فإن وبختها سأطرد من حيزات ذوي العقول و إن أيدتها سأؤذي بذلك ضميري, فلذا سأكون رمادياً ظاهرياً حتى لا تسوطني مجتمعات الأنس بسياط العرف!
حتى و إن علمتم أن البرت انشتاين قد سلك المسار قبلي فقال (لا خير في علم يعتاش منه) و ما حسب الدنيا أن تقول في من هو بقدره إلا أن تثني عليه و تشكره لأنه سيخرسهم بانفجارات العلم التي أحدثها..
لا دلالة تشبيه بيني و بين انشتاين في السياق المذكور إلا أن أدلل على الفكرة دون النظر في مقاميّ الذاكر و المذكور ..

لا شيء أكثر سعادة غير أن أذّكر نفسي بالسنة المنعوتة بسنة الخلاص تلك التي أستهلك أول شهورها.
نعم إنه الخلاص من دواوين الأحبار و سقيفات النوابغ, أمكان للمبادلة ليس إلا..
إن الانتماء لهذه الفصائل المعقدة التي تتوق للجناية على العلم بأن أخذوه للزينة و سد حاجة الجوع يقود لخلق حيوات منسوخة, حيوات نسخ و لزق!

إن الهدف من العلم لم يعد يتعدى نطاق الهرب من براثن الفاقة أو الحصول على مرتبة إجتماعية نافعة معنوياً, و أكرر أنني لست ساخطاً إن لم أكن مروجاً لذلك بفعلي مستقبلاً !
فلا علم يطبق على واقع إلا ذلك الذي يطعم منه, و دليل أننا لا نعيش في مدن و دول افلاطونية فاضلة..
أنني لو كنت أعيش لنفسي و بها لقلت أنني ربما أسير عكس التيار و لكن لأنني لست ملكاً لذاتي سأمتثل سمعاً و طاعة..
و لا أغوي بحديثي هذا النشء بالكفر بالعلم المقاس بل أدعوهم للمثابرة لأجل حياة كريمة يشوبها ألف ألف كدر و علة!
و لمن أجاد في الهرب من كفر الفقر أدعوه رجاءً بأن لا يدع في نفسه شيء إلا و فعله فلا يكن كمن وضع على فراش الموت فقال (كل يوم تشرق فيه الشمس أتجول في الشوارع و أنسى دائماً ما كنت بصدد شراءه, و الآن غابت الشمس و أغلقت المحلات أبوبها و تذكرت ما كنت راغباً في شراءه!)
أقل الايمان أن تطوع العلم الذي تعتاش منه لكتابة لستة شراء حاجاتك قبل أن تغلق المحلات أبوابها !
منقول